وجمهور العلماء على أن الرسول من الإنس، ولم يبعث
من الجن رسول. لكن منهم النذر، وهذه المسائل لبسطها موضع آخر.
والمقصود هنا أن
الجن من الإنس على أحوال:
فمن كان من الإنس
يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس
بذلك، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى، وهو في ذلك من خلفاء الرسول صلى الله عليه
وسلم ونوابه .
****
الرسل
يكونون من الإنس، ولا يكونون من الجن، ويكونون أيضًا من الذكور، لا من الإناث من
الإنس.
النذر:
المبلِّغون، ﴿وَلَّوۡاْ
إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ﴾
[الأحقاف: 29]؛ أي: مبلغين ومنذرين لهم من البقاء على الكفر والشرك، فهم مبلغون عن
الرسل من الإنس، وليس منهم رسول.
كمحمد
صلى الله عليه وسلم، فإنه يأمر الإنس والجن بما أمره الله به من عبادة الله وحده
لا شريك له، وترك عبادة ما سواه.
وقصد
الشيخ من هذا: الرد على الذين تخدمهم الجن، ويقولون: هذه
كرامة من الله. وقد سبق لكم أن هذا ليس كرامة من الله، هذا غرور - والعياذ بالله -،
وإنما الذي يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى الله هذا من الصالحين، أما الذي يستخدمهم
في المحرمات وفي السحر وفي غير ذلك، وفي الأمور التي حرمها الله، فهذا استخدام
محرم.
الصفحة 18 / 347