فإنهم سخروا له يتصرف فيهم بحكم الملك، ومحمد صلى
الله عليه وسلم أرسل إليهم يأمرهم بما أمر الله به ورسوله؛ لأنه عبد الله ورسوله،
ومنزلة العبد الرسول فوق منزلة النبي الملك.
وكفار الجن يدخلون
النار بالنص والإجماع، وأما مؤمنوهم فجمهور العلماء على أنهم يدخلون الجنة ،
****
يعملون، ﴿يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ
وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ﴾
[سبأ: 13] سخرها الله لسليمان تقوم بالعمران، فتغوص في البحار، وتأتي بالأشياء
المطلوبة، ﴿وَٱلشَّيَٰطِينَ
كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ﴾
[ص: 37]، يبنون له ويغوصون في البحار، ويأتون بالأشياء المطلوبة لسليمان عليه
السلام بتسخير الله.
هذه
ما حصلت للأنبياء إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه أُعطي أكثر مما أعطي
سليمان عليه السلام، فإن الله بعثه إلى الجن والإنس بشيرًا ونذيرًا، فرسالته عامة.
سليمان
عليه السلام نبي وملك مثل أبيه داود عليه السلام، مثل يوسف عليه السلام نبي وملك،
أما نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو نبي وليس بملك.
خُيِّر الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن يكون
نبيًّا ملكًا وبين أن يكون نبيًّا وليس بملك، فاختار أن يكون نبيًّا وليس مَلِكًا.
الجن
مثل الإنس في الجزاء يوم القيامة، يدخلون النار، واختلف العلماء: هل الصالحون منهم
يدخلون الجنة؟ والظاهر -والله أعلم-: أنهم يدخلون الجنة مثل الإنس.