ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الثقلين
باتفاق المسلمين، وقد استمعت الجن القرآن، وولوا إلى قومهم منذرين لما كان النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه ببطن نخلة لما رجع من الطائف، وأخبره الله بذلك
في القرآن بقوله: ﴿وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا
مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ
فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ ٢٩قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ
إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ
يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٣٠يَٰقَوۡمَنَآ
أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم
مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٣١وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي
ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ
٣٢﴾ [الأحقاف: 29- 32]
****
هذه
عقيدة لا بد أن تعتقد أنه صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الثقلين الجن والإنس، فمن
قال: لا، ما هو مبعوث إلى كل الناس، مبعوث للعرب فقط، هو نبي ولكنه نبي للعرب. هذا
كافر، هذا مكذب لله عز وجل، ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ
إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف:
158]، فالذي يقول: إنه ليس رسولاً إلى الناس كافة، هذا كافر، الذي يقول: إنه رسول
إلى الإنس، وليس رسولاً إلى الجن، هذا كافر أيضًا، لا بد من الإيمان بعموم رسالته
صلى الله عليه وسلم ووجوب طاعته والإيمان به على جميع الثقلين، هذا في أصول
العقيدة.
﴿وَإِذۡ
صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ﴾ [الأحقاف: 29]، عند مرجعه من الطائف، عندما دعا أهل
الطائف، ولما قابلوه - والعياذ بالله - بالمقابلة السيئة، ورموه بالحجارة، وعاد
صلى الله عليه وسلم مهمومًا من عنده، قيض الله له من الجن من يستمعون القرآن،
ويبلِّغونه لقومهم.