×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ووادي نخلة بين الطائف ومكة، معروف الآن، النخلة اليمانية، النخلة الشامية، وادي.

دلَّ على أن من سمع القرآن، يجب عليه أن ينصت له، ويقطع الشواغل؛ ليستفيد ويتأدب مع القرآن، ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ [الأعراف: 204]، لا تنشغلوا عنه؛ لأنه يخاطبكم، فكيف يخاطبك الله، وأنت معرض عنه مدبر عنه - والعياذ بالله - ؟! وهذا دليل على أن من تعلم علمًا مما أنزله الله على رسوله أنه يجب عليه أن يبلغه للناس.

وهذا دليل على أنهم يؤمنون بموسى وبالتوراة.

فليس الإنسان بهواه يقول: أنا حر. لا ليس بحر، بل هو عبد الله، ويجب أن يطيع الله سبحانه وتعالى، وأن يعبد الله، وأن يطيع الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان يريد النجاة لنفسه، فالإيمان بالله ورسوله هو الحرية في الحقيقة، هو الحرية الصحيحة، أما عدم الإيمان بالله ورسوله، فهو الذل والعبودية للهوى، للشياطين، لدعاة الضلال، يصير عبدًا لغير الله عز وجل، ولا بد، الإنسان عبد مهما كان، إما أن يكون عبدًا لله، وإما أن يكون عبدًا لغيره، ما يخرج الإنسان عن العبودية أبدًا، هو عبد، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله:

هربوا من الرِّقِّ الذي خُلِقوا له **** فبُلوا برق النفس والشيطان

صاروا أرقة للشيطان ولأهوائهم، فالحرية الصحيحة هي الإيمان بالله، والعبودية والذل هي الكفر والشرك بالله عز وجل.


الشرح