والله سبحانه وتعالى قد وصف الملائكة في كتابه
بصفات تباين قول هؤلاء كقوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ
ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا
يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ
وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ
مُشۡفِقُونَ ٢٨ وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ
جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ ٢٩﴾ [الأنبياء: 26-
29].
****
تقدَّم
أن الشيخ رحمه الله ذكر عن الفلاسفة أنهم يقولون: إن
الملائكة لا حقيقة لها في الوجود، وإنما هي خيالات يتخيلها الناس، فهي القوى
الذهنية، يتخيلها النبي، وإنها جاءت إليها، وإليها حدثته، والشياطين كذلك إنما هي
القوى الشريرة التي تحضر في ذهن الإنسان، هكذا قول الفلاسفة في الملائكة
والشياطين؛ لأنهم لا يؤمنون بالغيب، ويفسرون الأشياء بأفهامهم، فالشيخ يرد عليهم،
ويقول: الملائكة خلق من خلق الله، لهم وجود في الكون، ولهم صفات في القرآن، وصفهم
الله عز وجل، فهم ليسوا قوى ذهنية أو أفكارًا، وإنما هي مخلوقات، كما أن الله خلق
بني آدم، خلق أيضًا الجن، والشياطين، قد خلق الملائكة، عوالم خلقها الله سبحانه
وتعالى: عالم الملائكة، عالم الشياطين، وعالم الإنس، وعالم الجن، عوالم كثيرة لا
يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، الله وصف الملائكة بأنهم عباد، وأنهم عنده
سبحانه وتعالى في السماوات، وأنهم يتنزلون بأمره في الأرض؛ منهم من ينزل بالوحي،
ومنهم من ينزل بإحصاء أعمال بني آدم وكتابتها، ومنهم، ومنهم... أصناف، ولهم أوصاف،
وهم عالم من عالم الغيب، لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
النصارى
يقولون: إن عيسى ابن الله، المسيح ابن الله،