النبي صلى الله عليه
وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ
أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ
نَصِيفَهُ» ([1]) فقاتل الله الروافض الذين يسبون أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين ويتنقصونهم، وقد قال الله تعالى:﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، وقال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى
ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ﴾ إلى قوله تعالى:﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ
ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾ [الفتح: 29].
فهذا يدل على أنه
إنما يغتاظ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار، وأما المؤمنون فإنهم
يحبونهم ويتولونهم ويستغفرون لهم.
عباد الله: ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فإن رأى من أخيه المسلم نقصًا في دينه اجتهد في إصلاحه، فلا يكون المؤمن مؤمنًا حقًا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يغتابه أحد، فكيف يغتاب أخاه؟ وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾ [الحجرات: 12]. وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسعى أحد بينه وبين أحبابه بالنميمة، فكيف يسعى هو بين إخوانه المتحابين بالنميمة ليفسد ما بينهم؟ وقد قال الله تعالى:﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١١﴾ [القلم: 10، 11]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2540).