×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([1])، وإذا كان المؤمن لا يرضى أن يسخر منه أحد أو يستهزئ به أحد، فكيف يسخر من إخوانه ويستهزئ بهم ويتنقصهم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ [الهمزة: 1]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ ٣ [المطففين: 29، 30]. إذا كان المؤمن لا يرضى أن يغشه أحد في بيعه وشرائه، فكيف يغش إخوانه ويخدعهم في معاملاته معهم؟ إذا كان المؤمن لا يرضى أن يؤذيه جاره فكيف يؤذي هو جيرانه؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» ([2]). إذا كان المؤمن لا يرضى أن يظلم، فكيف يظلم الناس؟

وإذا كان المؤمن لو خطب امرأة أو باع سلعة أو اشتراها لا يرضى أن يفسد عليه ذلك أحد، فيخطب على خطبته أو يبيع على بيعه أو يشتري على شرائه، فكيف تصدر منه هذه الأمور في حق إخوانه المؤمنين؟! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» ([3])، وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَبِعِ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ» ([4]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (105).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5670)، ومسلم رقم (46).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (5717)، ومسلم رقم (2558).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (2033)، ومسلم رقم (1412).