وقال الحافظ ابن
رجب: فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به، والأحاديث المروية في
فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح، وهذه الصلاة بدعة
عند جمهور العلماء.
قال: وأما الصيام
فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.
وروي عن عمر رضي
الله عنه أنه كان يضرب أكف الرجال في صوم رجب حتى يضعوها في الطعام، ويقول: ما
رجب؟ إن رجبًا كان يعظمه أهل الجاهلية، فلما كان الإسلام ترك -وفي رواية كره -أن
يكون صيامه سُنَّة.
وأما العمرة فلم
يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب، فلا فضل للعمرة في رجب
على العمرة في غيره من الشهور كما يظنه بعض الناس.
ومن البدع المنكرة
التي تفعل في هذا الشهر بدعة الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج في الليلة السابعة
والعشرين منه، يحتفلون في تلك الليلة ويخصصونها بأنواع من العبادات ما أنزل الله
بها من سلطان، فيخصون تلك الليلة بأذكار وأدعية وصلاة، وتخصيص تلك الليلة خطأ من
عدة وجوه:
أولاً: أن الإسراء لم يقم
دليل على تعيين ليلته التي وقع فيها، ولا على الشهر الذي وقع فيه، فالعلماء مختلفون
في زمانه، فتخصيص ليلة من الليالي في رجب أو غيره للإسراء تخصيص لا دليل عليه.
ثانيًا: لو ثبت تعيين الليلة التي وقع فيها الإسراء لم يجز لنا أن نخصص تلك الليلة بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله، فإنه لم يرد أن