ببعض الأيام، كيوم الأربعاء، أو يوم السبت، أو
غيره من الأيام، فلا يتزوجون في هذه الأيام؛ يعتقدون أو يظنون أن الزواج فيها لا
يوفق، كما كان أهل الجاهلية يتشاءمون بشهر شوال؛ فلا يتزوجون فيه، وقد أبطل النبي
صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد فتزوج عائشة رضي الله عنها في شوال، وتزوج أم
سلمة رضي الله عنها في شوال.
أيها المسلمون: إن الخير والشر
والنعم والمصائب كلها بقضاء الله وقدره: ﴿قُلۡ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ﴾ [النساء: 78]. فهو الذي يخلق ما
يشاء ويختار، وما يصيب العباد من الشرور والعقوبات فإن الله قدره عليهم؛ بسبب
ذنوبهم ومعاصيهم ﴿وَمَآ
أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ﴾ [الشورى: 30].
ليس للمخلوق يد في
تقديره وإيجاده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُْمَّةَ
لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ
بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ
الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» ([1]).
وهذا لا ينافي أن يجعل الله بعض مخلوقاته سببًا للخير أو الشر، ولكن ليست الأسباب هي التي تحدث هذه الأمور، وإنما ذلك راجع إلى مسبب الأسباب وهو الله سبحانه. ومطلوب من العبد أن يتعاطى أسباب الخير، ويتجنب أسباب الشر؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وأما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان -كشهر صفر أو غيره- فغير
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، والطبراني في « الكبير » رقم (11416).