×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حريصين على أمثال هذه البدع تجدونهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: «وإنما نشطوا في أمر ما» ([1])  أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه، وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلاً. انتهى.

أيها المسلمون: إن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم باطل ومحرم من عدة وجوه:

أوًلا: أنه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة، ولن يستطيع الذين يرون إقامته أن يقيموا عليه دليلاً من الشرع.

ثانيًا: أنه مشابهة للنصارى في احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام، وقد نهينا عن التشبه بهم.

ثالثًا: أنه كثيرًا ما يقع فيه منكرات ومحرمات أعظمها الشرك بالله، من نداء الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة به، وإنشاد القصائد الشركية في مدحه، كقصيدة البردة وأمثالها.

رابعًا: أنه ليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الأضحى، وعيد الفطر المبارك، فمن أحدث عيدًا ثالثًا فقد أحدث في الإسلام ما ليس منه، وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟


الشرح

([1])  سقط من طبعة دار المعارف، الموقع.