وهذه الأعمال التي
أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث منها ما نفعه متعدد؛ كالإصلاح بين
الناس، وإعانة ذي الحاجة، والكلمة الطيبة، وإزالة الأذى عن الطريق، والأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر. ومنها ما نفعه قاصر على الفاعل؛ كالتسبيح، والتكبير،
والتحميد، والتهليل، والمشي إلى الصلاة، وركعتي الضحى. وقد أرشد النبي صلى الله
عليه وسلم من لا يستطيع شيئًا من هذه العبادات أن يكف شره عن الناس؛ فقد جاء في
الصحيحين: قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «فَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ
فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ» ([1]). فهذا يدل على أنه
يكفيه عن أداء تلك الصدقات اليومية المطلوبة على كل عضو منه، أن يمسك عن الشر؛
بمعنى: ألا يفعل شيئًا من المعاصي، ولا يكون كذلك إلا إذا كان مؤديًا للفرائض،
ومجتنبًا للمحرمات؛ لأن ترك الفرائض أو ارتكاب المحرمات من أعظم أنواع الشر.
عباد الله: ومن نعم الله على
العبد في جسمه إلباسه ثوب الصحة، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: الصحة غناء الجسم.
وعن وهب بن منبه قال: مكتوب في حكمة آل داود: «العافية الملك الخفي»، وفي بعض
الآثار: «كم من نعمة في عرق ساكن»، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ
مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» ([2]).
وهذه النعم يسأل الإنسان عن شكرها يوم القيامة، ويطالب بها، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسَۡٔلُنَّ يَوۡمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾ [التكاثر: 8].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5676)، ومسلم رقم (1008).