هذا هو الطريق، توبة
من الذنوب والسيئات خالصة لله، تتضمن ترك الذنوب، والندم على فعلها، والعزم على
عدم العودة إليها، ورد مظالم العباد إليهم، وتدفع إلى العمل الصالح، وتكون ثمرتها
تكفير السيئات، ودخول الجنات، والسلامة من الخزي الذي يصيب العصاة، واللحاق بالنبي
صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه في توفر النور والخروج من الظلمات.
أيها المسلمون: إننا بنص هذه
الآيات مسؤولون عن أنفسنا بأن نلزمها بطاعة الله ونبعدها عن معصية الله، مسؤولون
عن أولادنا وزوجاتنا، ومن يسكن في بيوتنا؛ أن نلزمهم بطاعة الله، ونجنبهم معصية
الله، وبذلك جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول: «مُرُوا
أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ،
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، ويقول صلى الله
عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2]).
أيها الآباء والأمهات: ﴿قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6] تعاونوا على القيام بهذه المسؤولية داخل بيوتكم وخارجها، تابعوا أولادكم أينما كانوا، مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، علموهم أمور دينهم، اعزلوهم عن جلساء السوء وقرناء الفساد، طهروا بيوتكم من أدوات الفساد؛ من الفيديو، من الأفلام الفاسدة، من الأغاني، من الصور الخليعة، من الكتب المنحرفة، من الصحف والمجلات الماجنة، من المربيات الأجنبيات، من الرجال الأجانب، سائقين أو خادمين.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).