عباد الله: كيف ينقذ نفسه من
النار من يترك الصلاة التي هي عمود الإسلام، والفارقة بين الكفر والإيمان؟! كيف
ينقذ نفسه من النار من هجر المساجد، وترك صلاة الجمعة والجماعة؟! كيف ينقذ نفسه من
النار من تجرأ على المحرمات، واستخف بالطاعات؟! كيف ينقذ نفسه من النار من يسير في
طريقها ليلاً ونهارًا، وهو لا يدري في أي ساعة يقف على بابها؟! يقول النبي صلى
الله عليه وسلم: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ،
وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» ([1]). يعني أن من مات
على الطاعة دخل الجنة، ومن مات على المعصية دخل النار، وهو الموت ﴿وَمَا
تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ﴾ [لقمان: 34]. كيف ينقذ نفسه وأهله من النار من فتح لهم باب الشرور؟ جلب الفيديو إلى
بيته، جلب المربيات والخادمين والخادمات، وخلطهم مع نسائه وأولاده، أو يسافر
بزوجته وأولاده إلى البلاد الكافرة، يشاهدون فيها حياة الكفر والإباحية، ويتحولون
عن صفات الحشمة والحياء والستر.
كيف ينقذ أهله من النار من تركهم يعصون الله، ويتركون ما أوجب الله؟! كيف ينقذ أولاده من النار من يخرج إلى المسجد، ويتركهم على فرشهم أو على لهوهم ولعبهم لا يصلون مع المسلمين؟! أي والله إننا نراهم يملؤون الأسواق، ويقلقون الجيران بأصواتهم، ويسدون الشوارع بسياراتهم، ولا تحدثهم أنفسهم أن يذهبوا إلى المسجد، وآباؤهم يشاهدون ساكتين، يوفرون لهم مطالبهم، ويفسحون لهم في بيوتهم، ويستقبلونهم بالبشاشة والسرور، كأنهم يوافقونهم ويقرونهم على عملهم السيء، ويشجعونهم على الاستمرار على ما هم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6123).