وفي لفظ أبي داود: « إِنَّ أَوَّلَ مَا
دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ
فَيَقُولُ: يَا هَذَا، اتَّقِ اللهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ، فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ
لَكَ. ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ
أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللهُ
قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ» ثم قال: ُ الآيات﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ
دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ....﴾ [المائدة: 78] ([1]).
واليوم يا عباد
الله، يجلس قَيّم البيت مع أولاده وإخوته وهم مضيعون للصلوات، تاركون للجمع
والجماعات، يجلس إليهم منبسطًا، يؤاكلهم ويشاربهم ويمازحهم كأنهم ما عصوا الله،
كأنهم ما خالفوا أمر الله، ولو خالفوه في أمر دنيوي أو أخذوا شيئًا من ماله، لتنكر
عليهم وتغيظ وهجرهم أو طردهم من بيته.
فاتقوا الله، عباد
الله ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، كل في حدود مقدرته ودائرة اختصاصه، تنجوا
من غضب الله وعقابه في الدنيا والآخرة.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿كُنتُمۡ
خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ
عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ
لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110].
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4336)، والبيهقي رقم (19983).