×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، رضي لنا الإسلام دينًا، وأنزل إلينا نورًا مبينًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا [النساء: 116] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، فإن تقواه مناط كل خير، وسعادة في الدنيا والآخرة.

قد يحتج بعض الذين يتركون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان بقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ [المائدة: 105] ولا حجة لهم في الآية؛ لأنها تدل على أن من اهتدى لا يضر من ضل، ومن الاهتداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هما من أعظم أنواع الاهتداء وتركهما من الضلال.

وأيضًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط بحال ولكنه درجات حسب الاستطاعة كما سبق، أقلها مرتبة الإنكار بالقلب، وهذه لا تسقط أبدًا، وقد روى الإمام أحمد وأهل السنن وغيرهم، عن قيس بن أبي حازم قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية ُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ [المائدة: 105] إلى آخر الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:


الشرح