×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22]. ومنها طمعه في الجزاء الحسن من عند الله وحسن العاقبة؛ فقد وعد الله الصابرين على المصائب بعظيم الجزاء فقال: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥  ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ ١٥٧ [البقرة: 155- 157].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ» ([1]). ومن الأمور التي تعين على الصبر على المصائب انتظار الفرج بزوالها؛ قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦ [الشرح: 5، 6]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([2]).

ومما يستعان به على الصبر على المصائب تذكر نعم الله على العبد؛ فإن لله أنعم على العبد من النعم أكثر وأكثر مما فقد في المصيبة، فإذا تفكر في ذلك هانت عليه المصيبة، وعرف فضل الله عليه.

كما أن على المصاب أن يعلم أن ما أصابه: بسبب ذنوبه؛ قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30]، فإذا تذكر ذلك أوجب له التوبة والخوف من عقوبة أشد، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031)، وأبو يعلى رقم (4253).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (2804)، وابن حميد رقم (636)، والطبراني في « الكبير » رقم (11243).