×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

الكثير من بني آدم ترك العبادة نهائيًا، وعاش في هذه الدنيا إباحيًا ملحدًا لا يعرف ربه ولا يؤمن بيوم الحساب، والبعض الآخر أتعب نفسه بعبادةٍ تضره ولا تنفعه، حيث عبد غير الله ﴿يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُۥ وَمَا لَا يَنفَعُهُۥۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ ١٢ يَدۡعُواْ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقۡرَبُ مِن نَّفۡعِهِۦۚ لَبِئۡسَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَلَبِئۡسَ ٱلۡعَشِيرُ ١ [الحج:12، 13] وكثير ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم، ويعيش بين أظهر المسلمين، وقد يكون من أبناء المسلمين، يُضَيِّع أهم أنواع العبادة بعد الشهادتين وهي الصلاة التي هي عمود الإسلام، فبعضهم لا يصلي أبدًا أو يصلي بعض الصلوات ويترك البعض، وهؤلاء لا حظَّ لهم في الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([1])، والأدلة على ذلك كثيرةٌ. وبعض منهم يضيع أوقات الصلاة بحيث يصلي الصلاة في غير وقتها كمن يؤخر الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس أو يجمع الأوقات الخمسة في وقتٍ واحد، وقد قال الله تعالى في هؤلاء: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ٱ لَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥ [الماعون: 4، 5]، وقال: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا [مريم: 59]. وتضييع الصلاة والسهو عنها هو تأخيرها عن وقتها من غير عذرٍ شرعي وقد توعد الله عليه بالويل والغي إلا من تاب منه.

والبعض من هؤلاء يضيع صلاة الجماعة -وهم كثير- لا يحضرون مع المسلمين لإقامة الصلوات في المساجد ولو كانت المساجد إلى جانب بيوتهم وأصوات المؤذنين تُدوِّي في عُقر بيوتهم كأنها لا تعنيهم، وكأن داعي الله لا يناديهم، قد مردوا على النفاق


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (82).