عباد الله: هذا الذي كان من قوم نوحٍ من عبادة الأموات هو الذي يحصل اليوم من عباد القبور في كثيرٍ من البلاد، وهم يدعون الإسلام.
النوع الثاني من أنواع الشرك:
الشرك الأصغر؛ كالرياء، والحلف بغير الله، وقول: «ما شاء الله وشاء فلان» «لولا
الله وأنت ما حصل كذا»، وما أشبه ذلك. وهذا النوع لا يخرج من الملة، ولكنه خطير،
وإثمه عظيم، وقد يجر إلى الشرك الأكبر.
عباد الله: إذا كان الشرك بهذه
الخطورة فإنه يجب على المسلم أن يعرفه ليتجنبه؛ وذلك بأن يتعلم العقيدة الصحيحة،
ويعرف ما يضادها من الشرك الأكبر، أو ينقصها من الشرك الأصغر؛ فإن من لا يعرف
الشرك يوشك أن يقع فيه، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يوشك
أن تُنقَض عُرى الإسلام عِروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية.
وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه.
وكيف لا يخاف
الإنسان من الوقوع في الشرك، وقد خاف من ذلك إبراهيم الخليل حين قال: ﴿وَإِذۡ
قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي
فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦﴾ [إبراهيم: 35، 36]. مع أنه عليه السلام كسر
الأصنام بيده، لكنه خشي من الفتنة، والمؤمن لا يزكي نفسه، ولا يأمن الفتنة، فهو بحاجةٍ
إلى أن يثبته الله على الحق.
وكيف لا يخاف الإنسان من الوقوع في الشرك، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ!». قَالُوا: