وَمَا الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا
جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمُ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ
فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً» ([1]).
وقال الشيخ عبد
الرحمن بن حسن رحمه الله: فإذا كان الشرك الأصغر مخوفًا على أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم مع كمال علمهم، وقوة إيمانهم، فكيف لا يخافه وما فوقه من هو دونهم
في العلم والإيمان بمراتب؟! خصوصًا إذا عُرِف أن أكثر علماء الأمصار اليوم لا
يعرفون من التوحيد إلا ما أقرّ به المشركون، وما عرفوا معنى الألوهية التي نفتها
كلمة الإخلاص عن كل ما سوى الله.
عباد الله، كيف لا نخاف من
الشرك؟ وأكثرنا لا يدري ما هو الشرك وما هي أنواعه، حتى صار بعض الجهال أو
المتساهلين في عقيدتهم يتعالجون من الأمراض عند الدجالين والمشعوذين والسحرة،
وربما يأمرونهم بارتكاب الشرك فيفعلون ذلك؛ كالذبح للجن، والنذر للقبر الفلاني،
ولبس الحلقة والخيط والطلاسم. والبعض الآخر يذهب إلى الكهان والعرافين؛ ليسألهم عن
المغيبات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا
فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» ([2])،. وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ
بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([3]).
كيف لا نخاف من الوقوع في الشرك؟! وكثيرٌ ممن ينتسبون إلى الإسلام اليوم قد وقعوا فيه، ومارسوه بجميع أنواعه عند القبور
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23630).