الشمس، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وهذان
الوقتان هما أفضل أوقات النهار للذكر، وقد أمر الله بذكره فيهما في آياتٍ كثيرة؛
قال تعالى: ﴿وَسَبِّحُوهُ
بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42] ﴿وَسَبِّحۡ
بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ﴾ [آل عمران: 41]، ﴿وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ
بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف: 205] ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ
قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾ [ق: 39] ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ
تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ﴾ [الروم: 17].
ثم بعد هذين الوقتين يذكر العبد ربه في سائر ساعات الليل والنهار بالذكر المطلق، ويدخل فيه الصلوات النوافل، وتلاوة القرآن، تعلمه، وتعليمه، وتعليم العلم النافع، ويدخل فيه التسبيح، والتكبير، والتهليل. وإذا أراد أن ينام فإنه يستحب له أن ينام على طهارةٍ، ويأتي بما قدر عليه من الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم، ثم ينام على ذلك. وإذا استيقظ، وتقلب في فراشه ذكر الله كلما تقلب؛ ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ، فَإِنْ تَوَضَّأَ قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» ([1])، ثم إذا استيقظ من نومه، وانتهى منه، فإنه يبدأ يومه وتحركه للقيام بذكر الله عز وجل؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استيقظ من منامه يقول: «الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1103).