وينبغي للمسلم أن
يستيقظ مبكرًا، ويصلي من آخر الليل ما تيسر له، ويختم صلاته بالوتر قبل طلوع
الفجر، ثم يشتغل بالاستغفار في السحر؛ لأن الله سبحانه مدح المستغفرين بالأسحار.
وإذا طلع الفجر، صلى راتبة الفجر ركعتين، ثم صلى الفجر، واشتغل بعد صلاة الفجر
بالذكر إلى أن تطلع الشمس. ثم إذا ارتفعت قيد رمحٍ صلى ركعتين. فمن داوم على هذه
الحالة لم يزل لسانه رطبًا من ذكر الله عز وجل، وكان من الذاكرين الله كثيرًا
الذين وعدهم الله بالمغفرة، والأجر العظيم، والفلاح في الدنيا والآخرة.
عباد الله: إن الإكثار من ذكر
الله يوجب خشية القلوب؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا
مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ
فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ٣
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ
أَصَابَهُمۡ وَٱلۡمُقِيمِي ٱلصَّلَوٰةِ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣٥﴾ [الحج: 34، 35] وفي الحديث أن من
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلاً ذكر الله خاليًا، ففاضت
عيناه.
وذكر الله عز وجل يورث
الطمأنينة في القلب؛ قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ
تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وذكر الله عز وجل يقوي المجاهدين عند اللقاء،
ويورث النصر على الأعداء؛ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ
كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45].
وذكر الله تعالى
يطرد الشيطان عن الإنسان؛ قال تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ ٢٠ إِنَّ