به، ويحذرهم من مخالفته وطلب الهداية من غيره من
الآراء والأهواء المضلة؛ مما يدل على أنه سيكون هناك محاولات تُبذَل من شياطين
الجن والإنس لصرف الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم، وإخراجهم من النور إلى الظلمات،
وصرفهم عن طريق الجنة إلى طريق النار.
وما زال هذا الخبث
والمكر السيئ يُبذَل من أعداء الله ورسوله منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم
إلى يومنا هذا، ومن ذلك ما يظهر منذ سنواتٍ في هذه البلاد من خرافةٍ صاغها شيطان
مضل على صورة رؤيا نسبها إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف، وقد ضمن هذه
الرؤيا المزعومة أكاذيب وتهديدات وتخويفات، زعم أنه تلقاها من النبي صلى الله عليه
وسلم حين رآه في المنام، وقال له: أخبر أمتي بهذه الوصية؛ لأنها منقولة بقلم القدر
من اللوح المحفوظ، ومن يكتبها ويرسلها من بلدٍ إلى بلد، ومن محلٍ إلى محل، بُنِي
له قصرٌ في الجنة. ومن لم يكتبها ويرسلها حُرمت عليه شفاعتي يوم القيامة. ومن
كتبها وكان فقيرًا أغناه الله، أو كان مدينًا قضى الله دينه، أو عليه ذنبٌ غفر
الله له ولوالديه، ببركة هذه الوصية. ومن لم يكتبها من عباد الله اسود وجهه في
الدنيا والآخرة، ومن يصدق بها ينجو من عذاب الله، ومن كذب بها كفر!ـ
هذا بعض ما جاء في هذه الوصية المكذوبة التي تجرأ مخترعها على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]). وهذه الوصية المكذوبة قديمة؛ فقد ظهرت في مصر منذ أكثر من ثمانين سنة، وقد دحضها أهل العلم وأظهروا زيفها، وبينوا ما فيها من الكذب والباطل، منهم الشيخ محمد رشيد
([1]) أخرجه: البخاري رقم (110)، ومسلم رقم (3).