أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ
الْخَمْرَ؟ قَالَ: «لاَ يَا ابْنَةَ الصِّدِّيقِ - وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ
يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لاَ يُتَقَبَّلَ مِنْهُ»
([1]). قال الحسن: عملوا
والله بالطاعات، واجتهدوا فيها، وخافوا أن ترد عليهم، إن المؤمن جمع إحسانًا
وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمنًا.
نعم إن الذي ذكره
الحسن رحمه الله ينطبق على كثير من الناس اليوم، فقد انغمس الكثير في المعاصي،
واتباع الشهوات، وإضاعة الصلاة، وجمع المال من المكاسب المحرمة، ولا يخافون عقاب
الله. لقد حذر الله هؤلاء وأمثالهم، من أخذهم بالعقوبة على غرةٍ منهم، وفي حال
مأمنهم، قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ
مَكَرُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ
يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ٤٥ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي
تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ٤٦ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ
فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ ٤﴾ [النحل: 45- 47]، وقال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ
أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ ٩٧ أَوَ أَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ
أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا ضُحٗى وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ٩٨ أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ
فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ أَوَ لَمۡ يَهۡدِ
لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ
أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا
يَسۡمَعُونَ ٠١٠﴾ [الأعراف: 97- 100].
فاتقوا الله، يا من هجرتم المساجد، وتركتم الصلاة مع جماعة المسلمين، أو أخرتم الصلوات عن أوقاتها، أو تركتم الصلاة بالكلية، أما تخافون أن يأخذكم الله على غرةٍ كما أخذ من كان قبلكم من العصاة والمجرمين؟! قال تعالى: ﴿أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ ١ ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ ١ كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ ١٨ وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ ١٩﴾ [المرسلات: 16- 19].
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4198)، وأحمد رقم (25705).