العاصي على المبادرة بالتوبة، كما في قصة الرجل
والمرأة اللذين جاء كل منهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واعترف عنده بالزنا،
وطلب منه إقامة الحد عليه بالرجم، وألحا حتى أقيم عليهما الحد ورجما.
ورجاء رحمة الله هو
الذي يرغب العبد في الإكثار من الطاعات، وبذل النفوس والأموال في الجهاد في سبيل
الله. والخوف والرجاء متلازمان، فكل راجٍ خائف، وكل خائفٍ راجٍ، فالخوف بلا رجاءٍ
يأس وقنوط، والرجاء بلا خوفٍ أمن من مكر الله. وقال بعض السلف: ينبغي أن يغلب في
حال الصحة جانب الخوف، ويغلب عند الموت والخروج من الدنيا جانب الرجاء ويحسن الظن
بالله تعالى؛ وفي الحديث: يقول الله عز وجل: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي»
([1])، وفي الحديث الآخر:
«لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِرَبِّهِ» ([2]).
فاتقوا الله، عباد
الله، واعملوا بطاعته راجين ثوابه، واتركوا معصيته خائفين من عقابه.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ
ٱلۡكُبۡرَىٰ ٣ ي يَوۡمَ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ ٣٥ وَبُرِّزَتِ
ٱلۡجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ٣٦ فَأَمَّا مَن طَغَىٰ ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا
٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٣ وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ
وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤﴾ [النازعات: 34- 41].
بارك الله لي ولكم
في القرآن العظيم
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (6970)، ومسلم رقم (2675).