فقط، فلم هذا التقليد الأعمى، والتشبه
الممقوت؟!.
لقد آل الأمر ببعض
الناس إلى أن حملهم التشبه بالكفار على مخالفة الفطرة وسنة الأنبياء، فحلقوا
لحاهم، ووفروا شواربهم، وشوهوا خلقتهم تمشيًا مع التقليد الأعمى، ومخالفة لأمر
الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا
اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ» ([1]). وفي الصحيحين: «خَالِفُوا
الْمُشْرِكِينَ: وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» ([2]). ولقد آل الأمر
ببعض المسلمين إلى أن هجروا أسماء آبائهم وأمهاتهم وقبائلهم، وسموا أولادهم
بأسماءٍ غريبةٍ، فتركوا التسمي بمحمدٍ وعبد الرحمن وعلي وإبراهيم وفاطمة ورقية
وعائشة مثلاً، إلى التسمي بأسماءٍ غريبةٍ على أسرتهم وبلادهم، لا لشيء إلا محبة
للتقليد الأعمى، ومخالفة للأسماء المعتادة ولو كانت أحسن، وربما بعد فترةٍ وجيزةٍ،
تتغير بسبب ذلك أسماء الأسر كليًا، وتنقطع صلة الأحفاد بالأجداد لتغير الأسماء،
فلا يعرف بعضهم بعضًا، إن الذي حمل هؤلاء على استجلاب هذه الأسماء إنما هو ضعف
الشخصية، وعدم الثقة بماضيهم، واعتقاد الكمال في غيرهم.
ولقد آل الأمر ببعض الناس في مناسبة الزواج إلى أن يأتي بأمورٍ منكرةٍ في أثناء الحفلات، فيأتي بالمطربين، وآلات اللهو، والمصورين، وأغرب من ذلك أنه قد يظهر بنته أو موليته العروس أمام الحفل بلباسٍ غير عادي يسمونه التشريعة، وربما يكون غير ساترٍ، ويترك المصور يصورها على هذه الحال السيئة. محرمات ترتكب ومنكرات تفعل