×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]). وقيم البيت راع على من فيه.

فاتقوا الله، يا عباد الله، فإن كثيرًا من بيوتكم مملوء بالمنكرات والعصاة، وأنتم ساكتون لا تفكرون ولا تغيرون، وقد أهملتم مسؤوليتكم، وضيعتم رعيتكم. فاخشوا العقوبة والوقوف بين يدى الله يوم يسألكم عن رعيتكم، أقسم بالله لو أن واحدًا من أولادكم تعدى على شيء من أموالكم فلن تسكتوا عنه، ولن تتركوه يعبث به، بل تأخذونه بالحزم والشدة، لكن حينما يتعدى على دينكم فالأمر في نظركم سهل؛ لأن الدنيا أغلى عند بعضكم من الدين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وأما جهاد المنافقين: فيكون باللسان، وذلك برد شبههم، ودحض مفترياتهم التي ينشرونها بين المسلمين؛ لقصد التخذيل والإرجاف والإفساد؛ لأن المنافقين يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، ويعيشون بين أظهر المسلمين، فشرهم خطير، وأذاهم للمسلمين كثير، فهم دائمًا يحاولون الإفساد وتفريق الكلمة، وزرع العداوة بين المسلمين، وقد أمر الله بجهادهم، وذلك بالحجة والبيان، وتحذير المسلمين من شرهم، وببيان صفاتهم الخبيثة حتى يعرفهم المسلمون على حقيقتهم فيحذروهم.

وأما جهاد الكفار: فيكون بالقلب واللسان والمال والنفس، فيجب على المسلمين أن يجاهدوا الكفار بأموالهم وأنفسهم؛ لأن الله أمر بالجهاد بالنفس والمال في آيات كثيرة، ومن عجز عن الجهاد بالبدن لم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).