×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

يسقط عنه الجهاد بالمال، ومن عجز عن الجهاد بالمال لم يسقط عنه الجهاد بالبدن، وجهاد الكفار على نوعين:

جهاد دفاع: كما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين، فإنه حينئذ يجب القتال على كل من يطيقه دفاعًا عن الدين والحرمة والأنفس، وهو قتال اضطرار.

وجهاد طلب: بأن يغزو المسلمون الكفار في ديارهم لإعلاء كلمة الله، وإرهاب العدو، وهذا قتال اختيار، يجب على الكفاية لا على الأعيان.

والمقصود من جهاد الكفار ألا يعبد إلا الله وحده، فلا يُدْعَى غيره ولا يُصَلَّى لغيره، ولا يحج إلا إلى بيته، ولا تُذْبَح القرابين إلا لله، وأن يكون الدين كله لله، وكلمة الله هي العليا.

وقد ظهرت بعض الجماعات في وقتنا الحاضر، تنكر فرضية الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقتصر على العبادة والأذكار والسير في الأرض، أو الخروج كما يسمونه. وظهرت طائفة أخرى من الكُتَّابِ والمؤلفين، ينكرون جهاد الطلب، ويزعمون أن الجهاد دفاع فقط، ومعنى هذا أن يسكت المسلمون، ويتركوا الكفار على كفرهم حتى يحصل منهم اعتداء على المسلمين في بلادهم، وهذه الفكرة دسيسة من أعداء الإسلام، يريدون بها القضاء على هذا الدين، وعدم انتشاره في الأرض، وأن يستفحل الكفر والشر، ويحاصر الإسلام في رقعة ضيقة من الأرض. وإذا نشأ جيل من أبناء المسلمين ولقن هذه الفكرة الماكرة، نُسي الجهاد في سبيل الله، وقُضي على الإسلام والمسلمين، فالواجب على علماء المسلمين أن ينتبهوا لهذا الخطر،


الشرح