الكفار: إنهم حينما يدخلون النار ويقاسون شدة
عذابها، يقال لهم: ﴿ذَٰلِكُم بِمَا
كُنتُمۡ تَفۡرَحُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَبِمَا كُنتُمۡ تَمۡرَحُونَ﴾ [غافر: 75].
والآيات في هذا
المعنى كثيرة، تذم الفرح بالدنيا ومتاعها؛ لأن ذلك يحمل على الأشر والبطر، ويشغل
عن العمل للدار الآخرة.
وإذا كان الفرح
بالحظوظ الدنيوية مذمومًا مع ما فيها من بعض المصالح والمنافع العاجلة، فكيف
بالفرح بالأشياء التافهة التي لا فائدة، ولا خير فيها، وإنما هي مجرد لهو ولعب
ضياع للوقت؟ كالفرح بانتصار المنتخب الرياضي الفلاني على المنتخب الآخر، ومنح
الجوائز الكبيرة من المشجعين لهذه المنتخبات، بل من الرجال والنساء من يخرج إلى
الشوارع لاستقبال اللاعبين، كالذي يحصل دائمًا من التطبيل، والفخفخة، وضياع
الأموال والأوقات، وإهدار الطاقات؛ لا لشيء إلا أن فريقنا انتصر على الفرق الأخرى،
وبماذا انتصر؟!! انتصر بقذف الكرة إلى هدف معين، وما هي النتيجة والفائدة التي
تعود على المسلمين في دينهم ودنياهم من وراء هذا العبث الذي عظم شأنه، وهُوِّلَ
أمره؟ حتى صار كأنه شيء يذكر وهو لا شيء. يا لسخافة العقول، وضياع الحياء والرجولة!!!.
إن الإنسان ليخجل أن يتحدث عن هذا، ولكنه أصبح واقعًا مريرًا، يتكرر ويتطور، ويحاط بهالة من الإكبار والتبجيل والتشجيع، في وسائل الإعلام وفي أوساط المجتمع ومن بعض الرؤساء، حتى آل الأمر ببعض الشباب المتهور إلى أن يقود سيارته في وسط الشارع بطيش وحمق من شدة الفرح، حتى نتج عن ذلك وقوع حوادث، ذهب بسببها أنفس بريئة، ونتج عنه إزعاج للمارة وغيرهم، وتهديد لسلامتهم، وفي الحكمة