×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 المشهورة: «أن كل شيء تجاوز حده، سينقلب إلى ضده». ونحن نخشى من العقوبة التي تترتب على هذا التهور.

وإذا كان الإسلام لا يمنع من الرياضة البدينة المفيدة للجسم، فإن ذلك في حدود المعقول الذي لا يشغل عن واجب ديني، أو عمل دنيوي نافع للفرد والمجتمع، وبشرط ألا يصل إلى حد التهور والمبالغة. وإذا كان الكفار يبالغون في تشجيع هذه الألعاب، فإنه لا يجوز لنا -معشر المسلمين- أن نقلدهم، ونتشبه بهم؛ لأن ديننا يمنعنا من التشبه بهم، ولأن الكفار ليس لهم مستقبل أخروي يحافظون عليه ويستعدون له؛ لأنهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ونسوا يوم الحساب ﴿وَقَالُوٓاْ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا [الأنعام: 29] ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ [محمد: 12] وليس بعد الكفر ذنب، فلا يستغرب منهم الانشغال بهذه الترهات. أما المسلمون فإن واجبهم في هذه الحياة واجب عظيم، كما قال تعالى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110].

فليس في حياة المسلمين فراغ للهو واللعب والعبث، ولكن حياتهم كلها جد في جد، وعمل مثمر لدينهم ودنياهم، لأنفسهم ولغيرهم، وكيف يكون عند المسلمين اليوم فراغ للهو واللعب، وقد تكالب عليهم أعداؤهم من اليهود والشيوعيين والصليبيين، وانتزعوا منهم بيت المقدس والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وهو ثالث المساجد المقدسة التي تشد الرحال إليها للصلاة فيها، وهجموا على المسلمين في بلادهم، في أفغانستان، والعراق ولبنان، والحرب مستمرة بين المسلمين وبين هؤلاء الكفار في كل جهة، وقد شرد الملايين من ديارهم، وقتل


الشرح