×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ويقولون: إن المخلوقات توصف بجميع الكمالات التي يوصف بها الخالق، ويقولون ما قاله صاحب «الفصوص»: فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستوعب به جميع النعوت الوجودية والنسب العدمية، سواء كانت محمودةً عرفًا أو عقلاً أو شرعًا، أو مذمومةً عرفًا وعقلاً وشرعًا، وليس ذلك إلاَّ لمسمى الله خاصة  وهم مع كفرهم هذا لا يندفع عنهم التناقض؛ فإنه معلوم بالحس والعقل أن هذا ليس هو ذاك،

****

لأنها هي هو: لا فرق بينهما.

كل هذه ضلالات وإلحاد، لكن الشيخ رحمه الله يريد أن يسد عليهم الطريق من كل النواحي، ويبطل رأيهم، مع أنه باطل في البداهة، لكن هؤلاء لما كان لهم وجود، ويوصفون بالعباد، والعلماء، وأصحاب الأفكار، كان لا بد أن الشيخ يبين ضلالهم، ويبين تناقضاتهم؛ لأنهم لو تُركوا، لموَّهوا على الناس.

ما زال الكلام في مناقشة الشيخ رحمه الله لأهل وحدة الوجود، فيقول لهم: إن مذهبهم يخالف الحس والعقل؛ كما هو مخالف للشرع، فمعلوم انقسام الكون إلى خالق ومخلوق، ومخلوقات أيضًا مختلفة، فليس الكلب هو الفيل، وليس الخنزير هو الشاة والعنزة، كل شيء مختلف عن الآخر، فكيف يقال: الكون شيء واحد ولا ينقسم، وهذا هو التوحيد؟! معلوم أن هذا غير ذاك في كل شيء:

أولاً: الخالق والمخلوق.

ثانيًا: المخلوقات لا شك أنها مختلفة ومتفاوتة، وليست شيئًا 


الشرح