×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وهؤلاء يقولون ما كان يقوله التلمساني: إنه ثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل . ويقولون: من أراد التحقيق - يعني تحقيقهم - فليترك العقل والشرع .

****

واحدًا، فلا يقبل هذا عقل من عقول البشر، ولكن الضلال - والعياذ بالله - إذا أخذ في عقول الناس، جاؤوا بالغرائب، ولا يأنفون من أنهم يخالفون العقول والفطر، فضلاً عن أنهم يخالفون الشرائع والوحي المنزل، فهذا كفر ما بعده كفر، كفر أهل وحدة الوجود ليس بعده كفر، هم أكفر أهل الأرض.

 هم يقولون: ما علينا من العقل، نحن ثبت عندنا بالكشف، الذي دلهم على هذه الأمور كشفهم، اكتشافهم الأشياء، ويظنون أنهم اختصوا بكشف لم يكتشفه غيرهم، فهم لا يبالون بالعقول، ويقولون: نحن نعتمد على ما كشف لنا من الأسرار، وهل الإنسان في غنية عن العقل؟ هل الإنسان في غنية عن الشرع؟ هذا جهل، ليس في غنية عن الشرع، مهما أوتي من الذكاء، ومن الفطنة، ومن...، فإنه لن يستغني عن عقله، ولن يستغني عن الشرع المنزل.

من أراد التحقيق - الذي هو تحقيقهم -، فليترك العقل، ويترك الشرع. إذًا ماذا بقي؟ إذا ترك العقل، وترك الشرع، ماذا تكون نهايته؟ تكون أحط من المجانين، كيف يرضى إنسان أن يصل إلى هذه الدرجة، أن يلغي العقل، ويلغي الشرع، ويقول: هذا هو التحقيق. أما العقل، فلا يوجد تحقيق، والشرع ليس هناك تحقيق، هذا منتهى الضلال.


الشرح