وإن
كانت واقعةً بمشيئته فهو لا يحبها ولا يرضاها، بل يبغضها، ويذم أهلها، ويعاقبهم .
وأما المرتبة
الثالثة
****
أمر
بستر العورة، ولم يأمر بكشفها؛ لأن كشفها فاحشة، والفاحشة: هي ما تناهى قبحه.
وسترها طاعة، والطاعة كلها خير.
كما
سبق: أنه لا يلزم من القضاء والقدر أن الله يحب ما قضى وقدر؛
بل قد يحبه، وقد يبغضه ويكرهه، إذًا قد يقال: لماذا قدره، وهو يبغضه ويكرهه؟
نقول: لأجل الابتلاء والامتحان؛ حتى يتميز المطيع من العاصي والمؤمن من
الكافر، والصادق من الكاذب، ترك للعباد المجال للاختيار والمشيئة، وأمكنهم،
وأعطاهم القوة والقدرة، فهو يَقْدر أن يصلي، ويَقْدر أن يزني، أعطاه الله قدرة،
يَقْدر على ترك الزنا، وفعل الصلاة، ما أحد أجبره على هذا، فلماذا ينسى قدرته، وما
أعطاه الله من الإمكانية، ويحتج بالقضاء والقدر، الذي قضى وقدر لا يرضى بالفحشاء،
ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر.
قالوا:
المراتب ثلاث:
أولاً:
أن يشهد معصية وطاعة.
الثانية:
أن يشهد طاعة بلا معصية، فيقول: كل ما يفعله، فهو طاعة. ما عنده تقسيم؛ لأن
الله قدره وقضاه. لكن نقول: الله قدره وقضاه، لكن لم يشرعه، الله لم يشرعه،
ونحن مطالبون بما شرعه الله، أما القضاء والقدر، فهذا إلى الله عز وجل.