×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وهو مع ذلك أمر بالطاعة، ونهى عن المعصية، وهو لا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء،

****

  الله عز وجل خالق كل شيء، ومع هذا أمر بالطاعة، ونهى عن المعصية؛ فذاك شيء، وهذا شيء آخر، ما يخلط بينهما. فرق بين الأمر، وفرق بين الشرع، فرق بين الخلق، الله خالق كل شيء، فرق بينه وبين الشرع.

مع كونه قدر وشاء ما يقع من الطاعة والمعصية؛ فرق بين هذا وهذا؛ مما يدل على الفرق بينهما.

مع كونه قضى وقدر كل ما يقع في الكون من خير أو شر، فهو مع ذلك أمر بطاعته، ونهى عن معصيته، فدلَّ على الفرق بين الأمرين: الذي من قِبَل الله، والذي من قِبَل العباد، فرق بينهما: فالذي من قبل الله محمود على كل حال، وأما الذي من قبل العباد، فمنه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم. كما قال عز وجل: ﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ [الزمر: 7]، وإنما يرضى لهم الإيمان، هم يقولون: لا، الله رضي الكفر والإيمان، بدليل أنه قدَّر هذا وهذا.

﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ [الأعراف: 28]، التي هي كشف العورة، يقولون: هذا أَمَر الله به، يكذبون على الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ [الأعراف: 29]، ثم قال بعدها: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ [الأعراف: 31]؛ أي: استروا العورة عند كل صلاة، من شروط صحة الصلاة والطواف ستر العورة، فالله 


الشرح