×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ [غافر: 58].

ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الله خالق كل شيءٍ وربه ومليكه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا رب غيره،

****

  وقال عز وجل: ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ، وما يستوي أعمى البصيرة، ليس أعمى البصر، بل أعمى البصيرة، ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ البصير في قلبه المهتدي المطيع، ما يستويان؛ مثل قوله: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ [القلم: 35].

﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَلَا ٱلۡمُسِيٓءُۚ [غافر: 58]؛ لا يستوي الذي آمن وعمل الصالحات مع المسيء، ﴿قَلِيلٗا مَّا تَتَذَكَّرُونَ [غافر: 58]، فالذي لا يفرق بين المطيع والعاصي، ويقول: كلهم عبدوا الله، وكلهم أطاعوا الله، أطاعوا قدره وأمره الكوني، فهم كلهم مطيعون. هذا كذب على الله سبحانه وتعالى.

الله رب كل شيء، خالق الكافر والمؤمن، وخالق الطاعة والمعصية وخالق الكفر والإيمان، وله في ذلك الحكمة البالغة؛ لأجل ابتلاء العباد، وامتحان العباد: أيهم الذي يلزم شرع الله وأمره ونهيه، أو الذي يفجر ويفسق، ويقول: هذا قدَّره الله عليَّ؟ ليس له حجة في القدر.


الشرح