×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

أن لا يشهد طاعةً ولا معصيةً، فإنه يرى أن الوجود واحدٌ، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله ؛ وهو في الحقيقة غاية الإلحاد في أسماء الله وآياته، وغاية العداوة لله، فإن صاحب هذا المشهد يتخذ اليهود والنصارى وسائر الكفار أولياء،

****

الثالثة: ألاَّ يشهد طاعة ولا معصية، يقول: ليس هناك طاعة ولا معصية أصلاً، والكون كله سواء، ليس هناك مخلوق ولا خالق. وهؤلاء أهل وَحدة الوجود.

 هذا مذهب وحدة الوجود، كيف تكون الأفعال متفاوتة، وكيف تكون الطاعة والمعصية متفاوتتين، والكون كله شيء واحد، وليس متفاوتًا؟! وهذا لا يوجد.

إذا بلغ العبد هذه المرتبة، فهو في غاية التحقيق والولاية لله، وهو التوحيد عندهم، هذا هو التوحيد، والواقع أن هذا هو الكفر الذي ليس بعده كفر، أعظم من كفر فرعون، وهامان، وقارون، وأبي جهل؛ لأن هؤلاء مع كفرهم يعترفون أن الله هو الخالق الرازق، المحيي المميت، المدبر. هؤلاء يقولون: لا، ليس هناك محيي ولا مميت، ولا مدبر، والكون كله سواء، لا مية لبعضه على بعض.

غاية الإلحاد، والإلحاد هو: أعظم الكفر، الإلحاد في اللغة: الميل عن الشيء، ومنه اللحد في القبر؛ لأنه مائل عن سمت القبر، هذا في اللغة، أما الإلحاد في الشرع، فهو الميل عما شرعه الله، وأمر به.

 لأنه ليس هناك فرق بين هذا وهذا؛ بل ليس عندهم مسلم وكافر؛ لأن الكون كله واحد، ليس هناك مسلم وكافر.


الشرح