وقد
قال تعالى: ﴿وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]،
****
هذه
المصيبة، هذا واقع الآن، يقولون: لا تفرقوا بين يهود ونصارى ومسلمين؛ كلهم
أهل أديان، وكلهم يعبدون الله، وكلهم أتباع للأنبياء. ويكذبون على الله سبحانه
وتعالى، بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي إلاَّ هو صلى الله عليه وسلم،
انتهت الشرائع، ليس هناك شريعة إلاَّ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فأهل وحدة
الوجود يقولون: كلهم سواء: اليهودي، والنصراني، والمسلم، كلهم مطيعون لله،
فهذه مصيبة؛ كقول هؤلاء الذين يتمتمون الآن بالتقارب بين الأديان، تشبه قول أهل
وحدة الوجود، بأنه لا تمايز بين دين الإسلام، ودين اليهود، ودين النصارى، وأنهم
كلهم إخوان، ولذلك بعضهم سمعته - وهو يزعم أنه من الدعاة إلى الله - يقول: إخواننا
المسيحيون، أعوذ بالله!
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ
وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ﴾
[المائدة: 51]؛ تحبونهم، وتناصرونهم: ﴿بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم
مِّنكُمۡ﴾ [المائدة: 51]؛ أي: يحبهم
ويناصرهم، ويسوغ ما هم عليه، يقول: إنهم على حق، ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾؛ يصبح يهوديًّا أو نصرانيًّا؛ لأنه لم يفرق بين الكفر
والإيمان، فهو مثل أهل وحدة الوجود، ما يفرقون بين الطاعة والمعصية والإيمان، ﴿وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]،﴿لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾: الظالمين بسبب ظلمهم منعهم الله من الهداية عقوبة لهم،
وأما المؤمنون، فإن الله يهديهم؛ لأنهم أرادوا الهداية، وطلبوها.