×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

ولا يتبرأ من الشرك والأوثان، فيخرج عن ملة إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه، قال الله تعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4]،

****

  ولا يفرق بين الكفر والإيمان؛ كما فرقت ملة إبراهيم، وإبراهيم تبرأ من الكفار - حتى من أبيه -، لما تبين له أنه عدو لله، تبرأ منه، فلا بد من الولاء والبراء في الإسلام: موالاة المؤمنين، والبراءة من المشركين، أما الذين كلهم عنده سواء: اليهود، والنصارى، والمسلمون، فهذا ما عنده ولاء ولا براء.

يقول الله عز وجل لهذه الأمة المحمدية: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ؛ يعني: طيبة، الأسوة إما أن تكون حسنة، وإما أن تكون سيئة، قدوة في الخير أو قدوة في الشر، لكن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ؛ الذين اتبعوه وآمنوا به، ﴿إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ تبرؤوا منهم ومن دينهم: ﴿كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا؛ لا تقارب بيننا وبينكم، ولا نقول: تقاربوا مع اليهود والنصارى. ﴿وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ، لن تذهب هذه العداوة والبراءة إلاَّ إذا آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ إِلَّا قَوۡلَ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ رَّبَّنَا عَلَيۡكَ تَوَكَّلۡنَا وَإِلَيۡكَ أَنَبۡنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ، إبراهيم عليه السلام لما دعا أباه وامتنع،


الشرح