وقال الخليل عليه السلام لقومه المشركين: ﴿قَالَ
أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ
٧٦ فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٧﴾ [الشعراء: 75-
77]،
****
قال: ﴿لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ﴾.
فهذه لا يقتدى به فيها، وقد تبرأ منه في آخر الأمر: ﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا
عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ﴾
[التوبة: 114]، قال: ﴿لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ﴾،
﴿فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ
لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ﴾ [التوبة:
114]، فتبرأ حتى من أبيه لما تبين له أنه عدو لله، ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ
أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22]، لا يحبونهم أبدًا، إنما إذا كانوا
آباءهم، يبرون بهم، من باب المعاملة بالحسنى، لا يحبونهم، ولكن يبرون بهم؛ لأن لهم
عليهم حقًّا من البر، ولو كانوا كفارًا: ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ
وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ
إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤ وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ
بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ
سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ
تَعۡمَلُونَ ١٥﴾ [لقمان: 14- 15] في الدنيا،
وليس في الدين، ﴿وَصَاحِبۡهُمَا
فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ﴾ [لقمان: 15]، فالبراءة من الكفار واجبة، وهي من الدين،
والذي لا يتبرأ من الكفار يكون منهم بنص الآية: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ﴾ [المائدة: 51]، هذا خطر عظيم، وينادى الآن بإلغائه، وأن
هذا تشدد، وأن هذا إرهاب، وأن هذا، وأن هذا، فالمصيبة عظيمة الآن.
﴿قَالَ
أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ٧٥أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ
٧٦ فَإِنَّهُمۡ عَدُوّٞ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٧﴾ [الشعراء: 75- 77]؛ تبرأ مما يعبدون من دون