×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

يجب الفرق بين ما يأمر به ويحبه ويرضاه، وبين ما ينهى عنه ويكرهه ويسخطه،

****

 يقولون: الطاعة موافقة الأمر والشرع، وليست موافقة القدر، موافقة القدر قد تكون طاعة، وقد تكون معصية، بخلاف موافقة الشرع، فإنه لا يكون إلاَّ طاعة لله عز وجل، فهناك فرق بين الشرع وبين القدر، ولهذا يقول قائلهم: إن عصيت أمره، فقد وافقت قدره؛ فأنا مطيع له.

 فما كل ما أراده الله وقدَّره، فإنه يحبُّه، وهو قدَّر الكفر، وقدَّر الإيمان، قدَّر الطاعة، وقدَّر المعصية، فهو يحب هذا، ويبغض هذا، بخلاف الشرع؛ فإنه لا يشرع إلاَّ ما يحبه، ولا يشرع ما يبغضه: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ [الأعراف: 28]، لما قالوا: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ [الأعراف: 28] فيزعمون أن الله أمرهم بكشف العورات في الطواف: ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ [الأعراف: 28]، الله عز وجل رد عليهم، فقال عز وجل ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٢٨ قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ ٢٩ [الأعراف: 28- 29]؛ بالعدل، بالطاعة، هذا الذي أمر الله عز وجل به: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ [الأعراف: 28]، هذا رد عليهم لقولهم: ﴿وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ [الأعراف: 28]؛ يعني: شرعها لنا، فالله رد عليهم: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٢٨ قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ 


الشرح