وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، فِي الْيَوْمِ
مِائَةَ مَرَّةٍ» ([1]) . وفي السنن عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كُنَّا نَعُدُّ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّك أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ؛ مِائَةَ مَرَّةٍ، أَوْ قَالَ: أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ
مَرَّةٍ([2]) .
****
إليه،
والله أمره بذلك ﴿فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر: 3] ﴿وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا
رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 106]، مع كمال
عبوديته صلى الله عليه وسلم، الاستغفار والتوبة مطلوبان ومتأكدان في حق العباد،
وليسا خاصَّين بالذنوب، بل التقصير في حق الله يحتاج إلى استغفار وتوبة.
«يُغَانُ»
يعني: يحصل له شيء من الغفلة؛ لأنه بشر صلى الله عليه وسلم، ويحصل له انشغال
وغفلة، ثم يتوب إلى الله، ويستغفر أكثر من مائة مرة، هذا من أسباب استغفار الرسول
صلى الله عليه وسلم، ومن استغفاره أنه قد تمر عليه لحظة يغفل عن ذكر الله عز وجل،
فهو بحاجة إلى الاستغفار، فإذا كان هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بغيره؟!
في المجلس الواحد مائة مرة أو أكثر، ليس طول اليوم، بل في المجلس الواحد، فهو ملازم صلى الله عليه وسلم للاستغفار والتوبة إلى الله، فكيف بنا نحن؟! هذا كله رد على الذين يكمِّلون أنفسهم، ويقولون: نحن أولياء الله. وهم يبارزون الله بالمعاصي والكفر والشرك، و يقولون: نحن أولياء الله، نحن خاصة الخاصة، ولا يضرنا شيء، ما يضرنا شيء؛ لأننا أولياء الله. هذا رد عليهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2702).