×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

انظروا: شرع الاستغفار بعد العبادات، فكيف بالاستغفار بعد المعاصي والسيئات؟! فأهل الإحسان وأهل الخير يأتون بالطاعات، ويستغفرون الله عن النقص، وأنهم لم يوفوا حق الله سبحانه وتعالى، وأكمل الناس عبادة لله محمد صلى الله عليه وسلم، ومع هذا كان يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس أكثر من سبعين، وفي اليوم أكثر من مئة مرة يستغفر ربه سبحانه وتعالى؛ لأنه لا أحد يوفي حق الله سبحانه وتعالى، فإذا كان هذا في شأن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو لا يصدر منه ذنوب ومعاص، لكن التقصير حاصل؛ لذلك يستغفر الله، ويتوب إليه، فكيف بنا نحن؟!

الإنسان لا يقول: أنا صليت وخلاص، أنا أديت حق الله، أنا ما تركت شيئًا. لا يا أخي؛ أنت لا تسلم من النقص، فاستدرك، واجبر بالاستغفار، ولهذا شرع الله الاستغفار بعد العبادات، شرع الاستغفار بعد الفريضة، كان صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الفريضة، يقول: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ» ثلاث مرات ([1]). والله عز وجل أثنى على المتهجدين بالليل، الذين يتهجدون، ثم يختمون بالاستغفار: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ [الذاريات: 16]، هؤلاء أهل الجنة، ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١٥ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ [الذاريات: 15- 16]؛ أي: في الدنيا ﴿ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ [الذاريات: 16- 18]؛ في آخر الليل بعد قيام الليل، يتبعون ذلك بالاستغفار، وقال سبحانه وتعالى في أوصاف


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (591).