×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثًا ويقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ([1])، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه،

****

المؤمنين: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ [آل عمران: 17]، والله عز وجل ذكر عن السابقين المقربين قوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ٥٧ وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ ٥٨وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ ٥٩وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠ [المؤمنون: 57- 60]، فهم يأتون بالأعمال الصالحة العظيمة، ومع هذا يخافون من الله ألاَّ يتقبل منهم، أو أن يكون في عملهم خلل أو نقص، لا يكملون أنفسهم، ولا يزكون أنفسهم، بل هم يخافون من الله، ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا * [المؤمنون: 60]؛ يعني: من الأعمال الصالحة، ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ ٦١ [المؤمنون: 60- 61]، فمن رحمته سبحانه وتعالى بعباده ولطفه بهم. فهذا فيه رد على من سبق ذكرهم بأنهم لا يحتاجون للعبادات؛ لأنهم أولياء؛ ووصلوا إلى الله، وعرفوا؛ فليسوا بحاجة إلى العبادة والدعاء وغير ذلك من غلاة الصوفية.

هذا يدل على أن العمل الصالح يختم بالاستغفار، ويتبع بالاستغفار قد يقول قائل: هل هم أساؤوا لما صلوا، هل هم أساؤوا حتى يستغفروا؟ فنقول لهم: ليس بلازم أن يسيئوا لكي يكون عندهم نقص في الصلاة وفي العبادة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (591).