×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

 بالثمار، الله ابتلاهم، وامتحنهم في هذه الغزوة؛ ليتميز المؤمن الصادق من المنافق، ابتلاهم في هذه الغزوة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهي آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال: ﴿فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٖ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَ‍ٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدٗا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ [التوبة: 83]، هذا يدل على أنها آخر الغزوات وآخر الجهاد، فحرم الله المنافقين من هذه الغزوة، وتبين نفاقهم، وأما المسلمون، فإنه بادر الذين يستطيعون باللحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يعبؤوا بالحرب، وطول المسافة، والعدو الهائل - الذي هو الروم -؛ كثرة العدو وقوته لم يعبؤوا بهذا كله، بل بادروا، وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

·       تخلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة ثلاث طوائف:

الطائفة الأولى: المرضى، والذين لا يجدون ما ينفقون، ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ [التوبة: 91] يعني: في عدم خروجهم ﴿إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٩١ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ٩٢ [التوبة: 91- 92]، هؤلاء عذرهم الله، هذا صنف.

الصنف الثاني: ناس من المؤمنين ليس لهم عذر، لكن تكاسلوا في أول الأمر، وكل يوم يقولون: اليوم نتجهز، وكل يوم...، تثاقلوا حتى خرج النبي صلى الله عليه وسلم، وهم لم يعدوا العدة للحاق به، لا عن نفاق؛ هم مؤمنون ومن أفاضل الصحابة، لكن ابتلاء وامتحان، تثاقلوا في أول


الشرح