×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

 الأمر، ثم فاتتهم الفرصة؛ المؤمن لا يتثاقل عن الطاعة؛ لأنه قد يعرض له ما يمنعه منها، تثاقلوا رضي الله عنهم.

الطائفة الثالثة: المنافقون الذين اعتذروا، فعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم بناء على ظواهرهم، وإلا فهم كاذبون، ليس لهم عذر، ولله حكمة في أنهم لم يخرجوا: ﴿لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ [التوبة: 47]، فمنعهم الله من الخروج؛ لأجل ألاَّ يحصل منهم التخذيل والإرجاف بالمسلمين.

أما العاجزون والمرضى والفقراء، فعذرهم الله سبحانه وتعالى، وأنزل عذرهم، وأما المنافقون، فإن الله حبسهم؛ رحمة بالمؤمنين، وإلا فهم قادرون على الخروج، ﴿وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ [التوبة: 81]، أما الثلاثة الذين خُلِّفوا من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية رضي الله عنهم، فهؤلاء اعترفوا بذنبهم وتأخرهم، ولم يكذبوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، بل جاؤوا، وصدقوا الرسول في أنهم ما تأخروا عن عذر، واعترفوا بخطئهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرجأ أمرهم، أخرهم، لم يعذرهم، بل أخر أمرهم، وهجرهم صلى الله عليه وسلم أربعين ليلة، وأمر بهجرهم، ثم إن الله تاب عليهم: ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ [التوبة: 118]، هذه قصة غزوة تبوك، ومن تخلف عنها،


الشرح