وهي
آخر ما نزل من القرآن .
وقد قيل: إن آخر
سورةٍ نزلت قوله تعالى: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ
وَٱلۡفَتۡحُ ١وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢
فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣﴾ [النصر: 1- 3] .
****
والشاهد قصة الثلاثة، الله عز وجل قال: ﴿لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ﴾
[التوبة: 117]، ثم قال: ﴿وَعَلَى
ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ﴾،
ففي النهاية تاب الله عليهم، وعفا عنهم؛ لأنهم صدقوا الله ورسوله، ما جاؤوا بأعذار
كاذبة مثل المنافقين، بل اعترفوا بأنهم ما عندهم عذر، وأنهم أخطؤوا، وندموا،
وتابوا، فهذا هو الحاصل؛ أن الله تاب على المتخلفين الذين خُلِّفوا، تاب عليهم في
نهاية الأمر.
آخر
ما نزل من القرآن؛ لأنها بعد غزوة تبوك، وغزوة تبوك هي آخر الغزوات، فهي من آخر ما
نزل من القرآن.
وأمر
نبيه صلى الله عليه وسلم أن يختم عمره بالاستغفار، فالمسلم إذا كان في آخر عمره،
يكثر من الاستغفار؛ لأن الله أمر نبيه بأن يختم عمره بالاستغفار، ما هي علامة أجل
النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتح مكة، علامة أجله فتح مكة، قال عز وجل: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ
وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: 1] فتح مكة، ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ
فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾
[النصر: 2] لأنه بعد فتح مكة دخل الناس في دين الله أفواجا، وجاءت الوفود من
القبائل؛ تبايع النبي صلى الله عليه وسلم ﴿فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر: 3] أمره الله أن يختم عمره بالاستغفار،
فالاستغفار إذًا تختم به الفريضة، صلاة الفريضة، يختم به قيام الليل، يختم به
مناسك الحج، يختم به العمر.