وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان
يقول: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي،
وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي،
وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ
وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ» ([1]) .
****
أو تفسيرًا، وإن كان بغير دليل، فهو تأويل باطل؛
كتأويل الأسماء والصفات، فالحاصل أن هذا معنى التأويل، له ثلاثة معان: معنيان
صحيحان، ومعنى فيه نظر، المعنى الصحيح الأول: التفسير، المعنى الثاني:
المآل في النهاية، وبيان حقيقة الأمور، وكنه الأمور في آخر الأمر، والثالث الذي
فيه نظر: صرف اللفظ عن ظاهره. فإن كان بدليل، فهذا نوع من التفسير، وبيان
المراد، وإن كان بغير دليل، فهو تأويل باطل.
لكن
قولها رضي الله عنها: «يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ»؛ يعني: يفسر القرآن، يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» يَتَأَوَّلُ
القُرْآنَ؛ يفسر قوله عز وجل: ﴿فَسَبِّحۡ
بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا﴾ [النصر: 3].
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر ربه هذا الاستغفار، مع أنه هو أكمل الأمة عبادة لله، بل أكمل الخلق عبادة لله سبحانه وتعالى، لكن ما أحد يكمل نفسه أو يزكي نفسه، وإنما يعتبر نفسه مقصرًا في حق الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6398)، ومسلم رقم (2719).