×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وهذا الحديث ضلت فيه طائفتان : طائفة كذبت به لما ظنوا أنه يقتضي رفع الذم والعقاب عمن عصى الله لأجل القدر ،

****

 قد تاب الله عليه منها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، الحديث ليس فيه حجة للجبرية من وجهين:

الوجه الأول: أن موسى لام آدم على المصيبة، وهي الإخراج من الجنة، ولم يلمه على فعل المعصية؛ لأنه تاب منها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

الوجه الثاني: أن موسى تاب من المعصية، ولو كان مجبرًا، لما احتاج للتوبة، ولما استغفر؛ لأن المجبر لا يؤاخذ.

الاحتجاج بالقدر على المصائب هذا أمر من الإيمان ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ [البقرة: 156]، فيصبر على المصيبة، ولا يجزع، ولا يتسخط، ويعلم أنها بقضاء الله وقدره، أما المعصية، فلا أحد من المؤمنين يحتج على فعله، ولكن يتوب ويستغفر، ويرجع اللوم إلى نفسه، فيتوب إلى الله، ويستغفر، هذا واضح.

 طائفتان: القدرية «وهم المعتزلة»، والجبرية.

المعتزلة الذين ينفون القدر، مع أن آدم احتج به على موسى، وهم ينفون القدر، فهذا حجة على المعتزلة، والجبرية الذين يقولون: إن العبد مجبر، إذًا آدم يكون مجبرًا على أكله من الشجرة، فكيف يلومه، وهو مجبر على زعمكم؟!

وهم المعتزلة الذين يقولون: إن الله لم يرد المعصية، ولا شاءها، وإنما العبد هو الذي يفعلها.


الشرح