×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

وقال تعالى: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ [المؤمنون: 115]، وقال تعالى: ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى [القيامة: 36] ؛ أي: مهملاً لا يؤمر ولا ينهى .

****

ولا ينال شيئًا من جزاء أعماله؛ لأن الله ادَّخرها له في الآخرة، والكافر الله استدرجه في الدنيا؛ من أجل أن يعذبه في الآخرة؛ حكمة من الله سبحانه وتعالى، لا يستوون في الحياة والموت، في يوم القيامة يميز الله بين هؤلاء وهؤلاء، فيكون فريق في الجنة، وفريق في السعير، وليس مثل الدنيا: الأمور مشتركة، في الآخرة لا، بل يميز الله بينهم: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ١٤فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ١٥ [الروم: 14- 15]؛ يسرون، ﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ [الروم: 16].

 كذلك لو كان الأمر كما يقولون: إنهم مجبرون على الأعمال؛ فيكون إذًا خلقهم عبثًا، إذا لم يكن هناك جزاء على الطاعات، ومجازاة على المعاصي، يكون خلق الناس عبثًا - تعالى الله عن ذلك -، لو لم يكن هناك بعث، ولا حساب، ولا جزاء، وكلٌّ يعمل ما يشاء، وليس هناك نتيجة، لكان خلقهم عبثا، والله منزَّه عن العبث: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ [المؤمنون: 115].

لو كان الأمر كما يقولون: من أنه مجبر، ما حصل أمر ونهي من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه لا فائدة في الأمر والنهي، فهذا فيه الاعتراض على الله سبحانه وتعالى، وأن أمره ونهيه لا فائدة منه؛ كيف يأمرهم وينهاهم، وهم مجبرون على ما يفعلون؟! يصبح لا للأمر قيمة، ولا للنهي قيمة.

إذا أخذ بقولهم: «إنهم مجبرون على أفعالهم»، 


الشرح