كما أن لفظ الشريعة يتكلم به كثيرٌ من الناس، ولا
يفرق بين الشرع المنزل من عند الله تعالى، الذي بعث الله به رسوله ؛ فإن هذا الشرع
ليس لأحد من الخلق الخروج عنه، ولا يخرج عنه إلاَّ كافرُ ،
****
كما أنهم أخطؤوا في قضية العقل والذوق والوجد،
واتخذوه مقياسًا، كذلك من الناس من يتعلق بالشرع، لكنه لا يفرق بين الشرع المنزل،
والشرع المبدل، والشرع المؤول، ما يفرق بين هذا وهذا:
الشرع
المنزَّل: هو ما أنزله الله سبحانه وتعالى بمعناه وحقيقته
ومدلولاته.
الشرع
المبدل: هو الذي يكون من افتراءات الباطنية والإسماعيلية وأهل
الضلال، هذا شرع مبدل، إنما هو شرع من عندهم هم.
الشرع
المؤول: هذا هو الذي يدخله الاجتهاد، ومنه ما هو خطأ؛ الاجتهاد
يخطئ ويصيب، هذا شرع مؤول، فما أصاب الحق من الاجتهادات، يؤخذ به، وما أخطأ، فإنه
يترك.
هذا هو الشرع المنزل الذي عليه الأنبياء
والمرسلون وعباد الله الصالحون، هذا الشرع المنزل.
ليس لأحد أن يخرج عن الشرع المنزل، لا يخرج عنه
إلاَّ كافر؛ لأنه خرج عن أمر الله؛ مثل إبليس ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ﴾ [الكهف: 50] ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ﴾ [الأعراف: 12]، فدلَّ على أن الواجب على العبد أن يمتثل
الأمر، فإن عصى الأمر، صار فاسقًا.