وهو عدم الجَور؛ العدل ضده الجَور، العدل: هو
القسط، ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾
[الأنعام: 152]، ﴿وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِ﴾
[الشعراء: 182]، فالعدل في كل شيء: في المكاييل، والموازين، وفي كل شيء،
الله أمر بالعدل في كل شيء، ونهى عن الجور، والظلم. يأمر بالعدل، والقصاص عدل منه
سبحانه وتعالى؛ القصاص من القَتَلَة، والقصاص في الجراحات والأطراف، والقصاص في
الكلام أيضًا، كل هذا من العدل، والإحسان فضل، العدل هذا هو الانتصاف من الظالم
بمثل ظلمه، فيقتص من القاتل، ويقتص من الظالم والجائر بمثل ما اعتدى، من غير
زيادة، من غير زيادة في القصاص، وأخذ الحق من المعتدي، ولكن أفضل منه الإحسان، وهو
العفو؛ قال عز وجل: ﴿وَجَزَٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ﴾
[الشورى: 40]، هذا قصاص وعدل، ﴿فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ﴾
[الشورى: 40]، القصاص عدل، والعفو فضل، والفضل أحسن وأفضل من العدل، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ﴾ [النحل: 90]، وهو القصاص من
المعتدين، ﴿وَٱلۡإِحۡسَٰنِ﴾ [النحل: 90]، وهو العفو عن المعتدي والتسامح؛ لأن هذا
يجلب المودة؛ كما قال عز وجل: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ
كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ﴾ [فصلت: 34]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾
[النحل: 90]،﴿ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ كلُّ من تربطك بهم قرابة؛ قرابة رحم من جهة الأب، أو من
جهة الأم، لهم حق عليك، قال عز وجل: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ﴾
[الإسراء: 26]، فله حق عليك بعد حق الوالدين، ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا